تخيل أن تستيقظ صباحًا لتجد هاتفك بلا إشعارات، لا واتساب، لا إنستغرام، ولا بريد إلكتروني. تفتح جهاز الكمبيوتر... لا اتصال. الإنترنت متوقف تمامًا. لا مؤقتًا، بل عالميًا.
في عالمنا الحديث، يعتبر الإنترنت شريان الحياة الذي يربط بين أكثر من 5.4 مليار مستخدم حول العالم، حيث يوفر لنا وسيلة للتواصل مع الأصدقاء و العائلة، و الحصول على المعلومات، و الفرص الإقتصادية. لكن ماذا لو اختفى الإنترنت فجأة؟ ما هو الثمن الذي سندفعه نتيجة انقطاعه؟
انقطاع الإنترنت يمكن أن يكلف الإقتصاد العالمي مليارات الدولارات. و قد أظهرت البيانات أن الدول و الشركات حول العالم ستعاني بشكل كبير في حالة حدوث انقطاع ليوم واحد.
الإنترنت لم يعد مجرد وسيلة لتصفح المواقع أو مشاهدة الفيديوهات. إنه شريان الحياة لكل شيء تقريبًا :
الإتصالات البنكية
خدمات الطوارئ
التنقل (خرائط، حجوزات، تطبيقات توصيل)
التعليم و العمل عن بُعد
الأجهزة الذكية في بيوتنا
اقتصاد مشلول.
البورصات ستتوقف.
المعاملات البنكية غير ممكنة.
التجارة الإلكترونية تنهار.
اضطراب اجتماعي و نفسي.
الذعر سيسيطر على كثيرين، خاصة الجيل الذي نشأ متصلاً طوال الوقت.
ظهور إدمان الإنترنت بشكل أوضح عند غيابه.
paradox غريب : توقف الإنترنت قد يقلل الهجمات السيبرانية… لكنه سيجعل من الصعب مواجهتها إن حدثت محليًا.
هل يمكن أن يحدث هذا حقًا؟
رغم أن الإنترنت مصمم ليكون مقاومًا للأعطال، إلا أن توقفه ممكن جزئيًا، لكن توقفه العالمي الكامل؟ شبه مستحيل... إلا في حالة كارثة كبرى مثل حرب سيبرانية عالمية أو تعطّل الأقمار الصناعية بشكل منسّق.
في عالم أصبحت فيه "نقرة زر" تعني إنجازاً، و انقطاع الشبكة يعني شللاً كاملاً، ندرك أن الإنترنت لم يعد رفاهية، بل عصب الحياة الحديثة.
فكل رسالة، تحويلة مالية، طلب طعام، أو حتى موعد طبي، بات يعتمد على هذه الشبكة الخفية. و مع هذا الاعتماد العميق، يبرز سؤال مخيف : هل نحن مستعدون ليوم تُسحب فيه هذه النقرة؟
يوم تُكشَف فيه هشاشة عالمٍ ظنناه متيناً، لكنه قائم على خيوط رقمية لا تُرى.
إعداد : هاجر يوسف
التاريخ : 26-7-2025